المسعودي وكيل م/ لحج : غياب لغة الحوار وعدم الاسراع في حل القضايا سيجعل الباب مفتوحاً لأي احتمالات
على خلفية سيناريو الأحداث الدامية التي شهدتها محافظة لحج خلال الشهر الماضي والتي مازالت تبعاتها تطهى على نار هادئة حتى اللحظة.. وما الذي جعل أصوات الرصاص وأعمدة الحرائق تطغى على أنغام الطرب وروائح الكاذي بتلك الصورة المفاجئة وحول التقرير البرلماني الذي حمل قيادة المحافظة مسئولية ما حصل بعد أن ثبت فشلها في احتواء ذلك.. وعن مصير العشرات من المعتقلين وحول بعض القضايا الأخرى بما فيها المتصلة بآخر المستجدات في المحافظات الجنوبية.. قمنا باجراء الحوار التالي مع المحامي والسياسي البارز وكيل محافظة لحج عضو اللجنة الدائمة الأستاذ عادل مهدي المسعودي فإلى الحوار ..
< ما أسباب الأحداث التي شهدتها محافظة لحج ولماذا كانت الصورة المفاجئة؟
– في البدء أود بأن نشكركم على هذا اللقاء ونسأل المولى عز وجل أن ينتفع القارئ بما نقول بعيداً عن توجيه الاتهامات والشتائم ومن باب (قل خيراً أو أصمت) أما عن أسباب ما شهدته محافظة لحج مؤخراً يمكن القول تعددت الأسباب والحراك واحد ونود أن نوضح بأن الأسباب موجودة في كل زمان ومكان إلى أن ما يسمى بالحراك استخدمها بهدف إثارة الشارع واستقطاب عدد من الشباب إلى صفوفه وقد تدرجت تلك الأفعال حتى وصلت ذروتها حيث بدأت سياسياً بتدرج من خلال المطالبة باصلاح مسار الوحدة ثم القضية الجنوبية والمطالبة بالاعتراف بها ثم فك الارتباط وعلى صعيد الفعاليات بدأت بفعاليات مطلبية مرخصة ثم بدون ترخيص ثم تطورت إلى قطع الطرقات واحراق المحال التجارية ونهب الممتلكات وقتل الأبرياء الآمنين ولم تكن مفاجأة بل أخذت طابع التدرج كما اشرنا في عدد من مديريات المحافظة أما إذا تقصدون ما شهدته الحوطة فقد أشاطركم الرأي بتسارع الأحداث فيها وكانت الأسباب معلنة ولكن الشعارات وأفعال بعض المشاركين في تلك الفعاليات تخالف تلك الأسباب، فقد بدأت بموضوع انقطاع المياه وعند معالجة المشكلة تحولت لموضوع الدراجات النارية ثم موضوع الوظائف.. وهكذا لاحظنا شعارات بعيدة كل البعد عن سبب الفعالية شعارات وهتافات انفصالية وأعمال شغب وتخريب طالت إخواننا التجار من أبناء المحافظات الشمالية:
< كيف تعاملت سلطات المحافظة معها؟
– تعاملت معها بحكمة عقلانية من خلال نشر دوريات الأمن والقبض على مثيري الشغب من الخارجين عن القانون وحصر المحلات التي أحرقت بما فيها من بضائع وقد وجه الأخ عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية باعتماد ستين مليون ريال لتعويض المتضررين من أعمال الشغب والتخريب في محافظة لحج وحالياً تعيش عاصمة المحافظة في حالة من الاستقرار والانضباط الأمني.
< ماذا كان ردكم على التقرير البرلماني الذي حمل قيادة المحافظة مسئولية ما حدث وكذا اتهام البعض في الوقوف مع الطرف الآخر؟
– شخصياً التقرير البرلماني لا يعنيني علماً بأنني أحد المتضررين من أفعال بعض الخارجين عن القانون أما على المستوى العام فإنه يجب احترام التقرير البرلماني واحترام الهيئات العليا وتنفيذ توجيهاتها وتوصياتها وإلاّ فإنه لا يحق لنا أن نطالب من هم أدنى منا مرتبة بتنفيذ واحترام توجيهاتنا.
< أشار التقرير البرلماني إلى وجود خلافات بين قيادات المحافطة المحلية والتنفيذية وهو ما انعكس سلباً على الوضع الأمني والاداري العام في المحافظة ماهي طبيعة هذه الخلافات؟
– بعيداً عن التقرير البرلماني فإن أي خلافات سواء في الأسرة أو المرفق أو ادارة مدرسة أو مصلحة حكومية أو محافظة أو وزارة سينعكس سلباً على نوعية الأداء ونتائجه ولا نذكر بأن هناك خلافات تطفو إلى السطح بين الفينة والأخرى بين بعض القيادات ناتجة عن الحالة الاستثنائية التي عاشتها المحافظة والبعض ناتجة عن مماحكات وتسريبات إلى الصحافة ناجمة عن عجز بعض القيادات من أداء مهامها مما جعلها تلجأ إلى اتهام الآخرين لتغطية ذلك، وقد طالبنا في أكثر من لقاء بضرورة وحدة الصف القيادي واستيعاب متطلبات المرحلة والتصرف بمسؤولية تجاه مجمل القضايا.
< لماذا جاء طلب نائب رئيس الجمهورية مقابلة مدير أمن المحافظة في صنعاء على خلفية ما حدث؟
– لا أعلم عن هذا الأمر شيئاً وعلى كل حال من حق رئيس الجمهورية أو نائبه أو وزير الداخلية طلب مدير الأمن لأي سبب كان ولا غرابة في ذلك.
< هناك من يقول إن ما حدث كان عبارة عن مسرحية هزيلة أعدت فصولها مسبقاً من قبل السلطة لغرض الإساءة للحراك وتحميله مسؤولية ذلك ما رأيك؟
– سمعت ذلك ودعني أكن أكثر دقة فقد نقل إلىّ بينما كنت مرقد في مستشفى ابن خلدون على أثر خلفية تفجير سيارتي في مدينة الحبيلين بأنني شخصياً قمت بتفجير سيارتي بهدف الإساءة للحراك والبعض قال بهدف الشهرة هذا وقد ستر الله ولطف ولم أفني أو أي واحد من أفراد أسرتي في الحادث أما وإن كان قد حصل ذلك فماذا يقولون قتل نفسه واسرته بهدف الإساءة أو الشهرة والحكم للقارئ الكريم.
< النائب المؤتمري عبد العزيز كرو قال بصريح العبارة أن الأمن يقوم بتوزيع الذخيرة على أصحاب المحلات التجارية من أبناء المحافظات الشمالية في لحج ماذا يعني هذا؟
– لم يقل النائب كرو ذلك ولم يحصل قط أن قام الأمن بما نسب إليه في هذا السؤال.
< هناك عدد من المواطنين يشكون ما يتعرضون له من مضايقات واختلاسات من قبل النقاط الليلية؟
– لا نسمح بتوجيه الاتهامات جزافاً أو عبر الصحف بدون أي دليل لأي شخص وقبل الرد على هذا السؤال أحب أن أحيي أفراد الأمن على جهودهم وتضحياتهم وتحملهم للسهر ومواجهة الأخطار من أجل أمن واستقرار الوطن والمواطن وعلى أي مواطن يتعرض لأي من هذه الأفعال أن يتقدم بشكوى وفقاً للقانون محدداً فيها زمانه وأدلة حصول ذلك فإن لم تتخذ السلطات المختصة أي اجراء فله الحق أن ينشر ذلك وسيجد القارئ أكثر تعاطفاً لقضيته.
< ما هو مصير المعتقلين على ذمة تلك الاحداث؟
– المتهم برئ حتى تثبت ادانته بحكم قضائي بات ولا جريمة ولا عقوبة إلا بقانون.. وحتى من ثبت قيامهم بارتكاب افعال شغب وتحريض فقد شملتهم سماحة وعفو فخامة رئيس الجمهورية لأكثر من مرة باستثناء بعض الجرائم الجسيمة كالقتل والمرتبطة بأولياء الدم.
< بعد موجة الاضطرابات التي عاشتها المحافظة ترى هل ستعود إلى حالتها الطبيعية أم أن التصعيد سيستمر؟
– ما دام هناك تنظيم له أجندته وله مشروعة وهو ماض كما نعلم في تعبئة انصاره بثقافة الكراهية وعدم تحكيم العقل والمنطق والرجوع إلى الحق وتباعد المسافة وغياب لغة الحوار وعدم الاسراع في حل بعض القضايا التي يستخدمها الحراك كوقود لمحركاته فإن القادم سيظل مفتوحاً وللأسف الشديد لأي احتمالات.
< كيف تقرأ ماهو حاصل في عموم الجنوب اليوم؟
– أقرأ من كل الزوايا وليس من زاوية واحدة وكنت أرغب بأن يكون السؤال في عموم اليمن شماله وجنوبه شرقه وغربه وأقول بأن ما يسمى بالحراك سيجني وللأسف على نفسه وعلى الآخرين من أبناء هذا الجزء الغالي من وطننا الحبيب ويتجد بأن أنصار الوحدة لم يستنفروا بعد لشعورهم بأن لا خطر على الوحدة أما وإن شعروا بذلك فستجدهم الأكثر والأقوى وأقرأ التاريخ وليس السياسة بأن الوحدة ستبقى رغم تعرضها للخدوش والكدمات.
< لماذا ظلت السلطة تتعامل مع المعضلات المتفاقمة بصورة استعلائية بدلاً من التسليم بها والعمل على معالجتها؟
– هناك فرق بين أن تكون هناك مشكلة بالفعل وبحاجة الى تنفيذها وحلها كون الاعتراف بوجود المشكلة نصف الحل.. وبين أن اصطنع المشكلة واطالب الآخرين الاعتراف بها.. مع العلم أن السلطة اعترفت بوجود خطأ فيما يتعلق بالمتقاعدين وقامت بحلها وكلفت خزينة الدولة 52 مليار سنوياً وانزلت لجنة لحل مشاكل الآراضي والمساكن وستقوم بالقريب العاجل بتشكيل لجان للحوار على مستوى الوحدات الادارية في المحافظات والمديريات وقامت بتشكيل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وعززت إلى حد ما من استقلال القضاء وانزلت لجان البصمة للحد من الازدواج الوظيفي والاصلاحات مستمرة مع وجود القصور والنواقص.
< لماذا من يقومون بخطف السواح في بني ظبيان وضرب أنابيب النفط في مأرب والجوف تقوم السلطة بالتفاوض معهم ودفع الملايين لهم بينما تواجه الاحتجاجات في الجنوب بالعكس من ذلك؟
– أنا معك في هذا الطرح من جانب أن السلطة تقوم في بعض الحالات بالتفاوض مع الخاطفين وقطاع الطرق سواء في المحافظات الشمالية أو الجنوبية وهذه سلبية نعترف بوجودها لكن لها أسبابها ومبرراتها من وجهة نظر القائمين بأن يكون ذلك بمبرر تجنب أزهاق الأرواح وكذا فتح بؤر للتوتر أو تجاوباً لبعض الوجاهات القبلية.. لكن بالمقابل عندما نعترف بالخطأ وننقد انفسنا يحق لنا أن ننتقد الآخرين فقد سمعنا أبواقاً عدة تنتقد السلطة على استمرار حرب صعدة وعند ايقافها سمعنا نفس الأبواق تنتقد السلطة على إيقافها على غرار مقولة (لا تشلوني ولا تطرحوني).
< الرئيس في محاضرة له أمام الأكاديمية العسكرية قال بأن أعلام التشطير التي ترفع في المحافظات الجنوبية ستزول في الأيام القادمة.. هل يعني هذا بأن هناك تصعيد عسكري قادم على الجنوب؟
– لا ليس ذلك ما يقصده فخامة الرئيس وعلى من سيتم التصعيد العسكري فالأمور لا تحتاج إلى ذلك والدليل على هذا فقد قام الشيخ طارق الفضلي بتوجيه اتباعه بإزالة الأعلام الشطرية في محافظة أبين دون أن تراق قطرة دم.
< كيف تفسر قيام السلطة بقطع خدمة الهاتف النقال على بعض المحافظات الجنوبية بالتحديد؟
– الاتصالات نعمة تحققت في ظل الوحد وقطعها يقتضي معرفة الأسباب ومنها بحسب علمي:
1- قيام بعض الخارجين عن القانون بتخريب بعض أجهزة الارسال للسنترالات في حالمين والحبيلين وأبين.
2- إصلاحات في بعض المواقع.
3- احترازات أمنية في بعض المواقع أيضاً.
ورغم أنه يحق لي المطالبة بفتح جوالي عبر الوزارة بمقتضيات عملي إلاّ أني لم أقم بذلك استناداً للمثل الذي يقول:
(المساواة في الظلم عدالة)
< الكل منا سمع عن قيام مجهولين بتفجير سيارتك عندما كنت رئيساً لفرع المؤتمر بردفان، هل تم كشف الجناة ومن خطط لذلك ولماذ؟
– لم يتم كشف الجناة بصورة قطعية ورسمية نتيجة لقصور في التحقيق وانتشار المظاهر المسلحة في مدينة الحبيلين حينها مما ساعد في فرار الجناة رغم وجود الأدلة والقرائن على الفاعلين. أما من خطط لذلك ولماذا فأقول لا أعلم لا أعلم.. ولكن أعداء النجاح كثر. ولكن بفعلهم هذا قد جعلوا أسمي مكتوباً في سجل من قدموا الدم والمال للوحدة والوطن الغالي. (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب منقلبون).